يا خادم الجسم كم تشقى لخدمته ــ أتطلب الربح مما فيه خسران
أقبل على الروح واستكمل فضائلهـا ــ فأنت بالروح لا بالجسم إنسان
--=--=--=--=--=--=--=--=--=--
يا نائم الليل مسرورا بأوله ــ إن الحوادث قد يأتيــن أسحار
نامت الملوك وأغلقوا أبوابهم ــ ولم يبقى إلا باب الحي الذي لم ينم
--=--=--=--=--=--=--=--=--=--
جمعوا فلم يأكلوا ... وزرعوا ولم يحصدوا ... وبنوا ولم يسكنوا ... وأمَّلوا الآمال ولم
يدركوا ... بل قطعوا الثياب ولم يلبسوا...
ولم يخرجوا إلا بقطن وخرقة ~ وما عمروا من منزل ضل خاويا
وهم في بطون الأرض صرعى جفاهـم ~ صديق وخِّل كان قبل وافيا
وأنت غدا أو بعده في جوارهـم ~ وحيدا فريدا في المقابر ثاويـا
جفاك الذي كنت ترجو وداده ~ ولم تر إنسانا بعهــدك آتيـا
فكن مستعدا للممات فإنـه ~ قريب فدع عنك المنى والأمانيـا
--=--=--=--=--=--=--=--=--=--
تزود من التقوى فإنك لا~ تدري أذا جنَّ ليل هل تعيش إلى الفجر
فكم من فتى أمسى وأصبح ضاحكا ~ وقد نسجت أكفانه وهو لا يدري
وكم من صغار يرتجى طول عمرهم ~ وقد أُدخلت أجسامهم ظلمة القبر
وكم من عروس زيتوها لزوجها ~ وقد قبضت أرواحهم ليلة القدر
وكم من صحيح مات من غير علة ~ زكم من سقيم عاش حينا من الدهر
--=--=--=--=--=--=--=--=--=--
لا تركنن إلى الدنيـا ومـا فيهـا ~ فالموت لا شك يفنينـا ويفنيهـا
واعمل لدار غدا رضوان ~ خازنها والجـارُ أحمدُ والرحمـن ناشيهـا
قصورهـا ذهبٌ والمسك ُ طينتها ~ والزعفـران حشيش نابت فيهـا
--=--=--=--=--=--=--=--=--=--